غزوات وقعت في رمضان
صفحة 1 من اصل 1
غزوات وقعت في رمضان
غزوة بدر الكبرى
في السنة الثانية للهجرة كانت وقعة بدر الكبرى في شهر رمضان في السابع عشر وقيل التاسع عشر وكانت يوم الجمعة. وكان سببها قتل عمرو بن الحضرمي واقبال ابي سفيان بن حرب في عير لقريش عظيمة من الشام وفيها اموال كثيرة ومعها ثلاثون رجلًا او اربعون وقيل: قريبًا من سبعين رجلًا من قريش منهم: مخرمة بن نوفل الزهري وعمرو بن العاص فلما سمع بهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ندب المسلمين اليهم وقال: هذه عير قريش فيها اموالهم فاخرجوا اليها لعل الله ان ينفلكموها.
فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم وذلك لانهم لم يظنوا ان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلقى حربًا.
وكان ابو سفيان قد سمع ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريده فحذر واستاجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه الى مكة يستنفر قريشًا ويخبرهم الخبر فخرج ضمضم الى مكة.
وكانت عاتكة بنت عبد المطلب قد رات قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليالٍ رؤيا افزعتها فقصتها على اخيها العباس واستكتمته خبرها قالت: رايت راكبًا على بعير له حتى وقف بالابطح ثم صرخ باعلى صوته: ان انفروا يا ال غدر لمصارعكم في ثلاث! قالت: فارى الناس قد اجتمعوا اليه ثم دخل المسجد فمثل بعيره على الكعبة ثم صرخ مثلها ثم مثل بعيره على راس ابي قبيس فصرخ مثلها ثم اخذ صخرة عظيمة وارسلها فلما كانت باسفل الوادي ارفضت فما بقي بيت من مكة الا دخله فلقة منها.فخرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان صديقه فذكرها له واستكتمه ذلك فذكرها الوليد لابيه عتبة ففشا الخبر فلقي ابو جهل العباس فقال له: يا ابا الفضل اقبل الينا.
قال: فلما فرغت من طوافي اقبلت اليه فقال لي: متى حدثت فيكم هذه النبية وذكر رؤيا عاتكة ثم قال: ما رضيتم ان تتنبا رجالكم حتى تتنبا نساؤكم! فسنتربص بكم هذه الثلاث فان يكن حقًا والا كتبنا عليكم انكم اكذب اهل بيت في العرب.
قال العباس: فما كان مني اليه الا اني جحدت ذلك وانكرته فلما امسيت اتاني نساء بني عبد المطلب وقلن لي: اقررتم لهذا الفاسق الخبيث ان يقع في رجالكم وقد تناول نساءكم ولم تنكر عليه ذلك! قال قلت: والله كان ذلك ولاتعرضن له فان عاد كفيتكموه.
قال: فغدوت اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وانا مغضب احب ان ادركه فرايته في المسجد فمشيت نحوه اتعرض له ليعود فاوقع به فخرج نحو باب المسجد يشتد قال قلت: ما باله قاتله الله! اكل هذا فرقًا من ان اشاتمه! واذا هو قد سمع ما لم اسمع صوت ضمضم بن عمرو وهو يصرخ ببطن الوادي واقفًا على بعيره قد جدعه وحول رحله وشق قميصه وهو يقول: يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة! اموالكم مع ابي سفيان قد عرض له محمد واصحابه لا ادري ان تدركوها الغوث الغوث! فشغلني عنه وشغله عني.قال: فتجهز الناس سراعًا ولم يتخلف من اشرافهم احدٌ الا ابا لهب وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وعزم امية بن خلف الجمحي على القعود فانه كان شيخًا ثقيلًا بطيئًا فاتاه عقبة بن ابي معيط بمجمرة فيها نار وما يتبخر به وقال: يا ابا علي استجمر فانما انت من النساء.
فقال: قبحك الله وقبح ما جئت به! وتجهز وخرج معهم.
وعزم عتبة بن ربيعة ايضًا على القعود فقال له اخوه شيبة: ان فارقنا قومنا كان ذلك سبة علينا فامض مع قومك فمشى معهم.
فلما اجمعوا على المسير ذكروا ما بينهم وبين بكر بن عبد مناة بن كنانة ابن الحارث فخافوا ان يؤتوا من خلفهم فجاءهم ابليس في صورة سراقة بن جعشم المدلجي وكان من اشراف كنانة وقال: انا جار لكم فاخرجوا سراعًا.
وكانوا تسعمائة وخمسين رجلًا وقيل: كانوا الف رجل وكانت خيلهم مائة فرس فنجا منها سبعون فرسًا وغنم المسلمون ثلاثين فرسًا وكان مع المشركين سبعمائة بعير.
وكان مسير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لثلاث ليال خلون من شهر رمضان في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا وقيل اربعة عشر وقيل بضعة عشر رجلًا وقيل ثمانية عشر وقيل كانوا سبعة وسبعين من المهاجرين وقيل ثلاثة وثمانون والباقون من الانصار فقيل: جميع من ضرب له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسهم من المهاجرين ثلاثة وثمانون رجلًا ومن الاوس احد وسبعون رجلًا ومن الخزرج مائة وسبعون رجلًا ولم يكن فيهم غير فارسين احدهما المقداد بن عمرو الكندي ولا خلاف فيه والثاني قيل كان الزبير بن العوام وقيل كان مرثد بن ابي مرثد وقيل المقداد وحده وكانت الابل سبعين بعيرًا فكانوا يتعاقبون عليها البعير بين الرجلين والثلاثة والاربعة فكان بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلي وزيرد بن حارثة بعير وبين ابي بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف بعير وعلى مثل هذا.
وكان فرس المقداد اسمه سبحة وفرس الزبير اسمه السيل وكان لواؤه مع مصعب بن عمير بن عبد الدار ورايته مع علي بن ابي طالب وعلى الساقة قيس بن ابي صعصعة الانصاري.
فلما كان قريبًا من الصفراء بعث بسبس بن عمرو وعدي بن بي الزغباء الجهنيين يتجسسان الاخبار عن ابي سفيان ثم ارتحل رسول الله صلى الله عيه وسلم وترك الصفراء يسارًا وعاد اليه بسبس بن عمرو ويخبره ان العير قد قاربت بدرًا ولم يكن عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين علم بمسير قريش لمنع عيرهم وكان قد بعث عليًا والزبير وسعدًا يلتمسون له الخبر ببدر فاصابوا راوية لقريش فيهم اسلم غلام بني الجحجاح وابو يسار غلام بني العاص.
فاتوا بهما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو قائم يصلي فسالوهما فقالا: نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء فكره القوم خبرهما وضربوهما ليخبروهما عن ابي سفيان.
فقالا: نحن لابي سفيان فتركوهما.
وفرغ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الصلاة وقال: اذا صدقاكم ضربتموهما واذا كذباكم تركتموهما صدقا انهما لقريش اخبراني اين قريش قالا: هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم القوم قالا: كثير.
قال: كم عدتهم قالا: لا ندري.
قال: كم ينحرفون قالا: يومًا تسعًا ويومًا عشرًا.
قال: القوم بين تسعمائة الى الالف.
ثم قال لهما: فمن فيهم من اشراف قريش قالا: عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد وابو البختري بن هشام وحكيم بن حزام والحارث بن عامر وطعيمة بن عدي والنضر بن الحارث وزمعة بن الاسود وابو جهل وامية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وسهيل بن عمرو وعمرو بن عبد ود.
فاقبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على اصحابه وقال: هذه مكة قد القت اليكم افلاذ كبدها.
ثم استشار اصحابه فقال ابو بكر فاحسن ثم قال عمر فاحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله امض لما امرك الله فنحن معك والله لا نقول كما قالت بنو اسرائيل لموسى: {فاذْهَبْ انْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا انّا هَهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]. ولكن اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى برك الغماد يعني مدينة الحبشة لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه.
فدعا لهم بخير ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشيروا علي ايها الناس وانما يريد الانصار لانهم كانوا عدد الناس وخاف ان لا تكون الانصار ترى عليها نصرته الا ممن دهمه بالمدينة وليس عيهم ان يسير بهم.
في السنة الثانية للهجرة كانت وقعة بدر الكبرى في شهر رمضان في السابع عشر وقيل التاسع عشر وكانت يوم الجمعة. وكان سببها قتل عمرو بن الحضرمي واقبال ابي سفيان بن حرب في عير لقريش عظيمة من الشام وفيها اموال كثيرة ومعها ثلاثون رجلًا او اربعون وقيل: قريبًا من سبعين رجلًا من قريش منهم: مخرمة بن نوفل الزهري وعمرو بن العاص فلما سمع بهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ندب المسلمين اليهم وقال: هذه عير قريش فيها اموالهم فاخرجوا اليها لعل الله ان ينفلكموها.
فانتدب الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم وذلك لانهم لم يظنوا ان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يلقى حربًا.
وكان ابو سفيان قد سمع ان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يريده فحذر واستاجر ضمضم بن عمرو الغفاري فبعثه الى مكة يستنفر قريشًا ويخبرهم الخبر فخرج ضمضم الى مكة.
وكانت عاتكة بنت عبد المطلب قد رات قبل قدوم ضمضم مكة بثلاث ليالٍ رؤيا افزعتها فقصتها على اخيها العباس واستكتمته خبرها قالت: رايت راكبًا على بعير له حتى وقف بالابطح ثم صرخ باعلى صوته: ان انفروا يا ال غدر لمصارعكم في ثلاث! قالت: فارى الناس قد اجتمعوا اليه ثم دخل المسجد فمثل بعيره على الكعبة ثم صرخ مثلها ثم مثل بعيره على راس ابي قبيس فصرخ مثلها ثم اخذ صخرة عظيمة وارسلها فلما كانت باسفل الوادي ارفضت فما بقي بيت من مكة الا دخله فلقة منها.فخرج العباس فلقي الوليد بن عتبة بن ربيعة وكان صديقه فذكرها له واستكتمه ذلك فذكرها الوليد لابيه عتبة ففشا الخبر فلقي ابو جهل العباس فقال له: يا ابا الفضل اقبل الينا.
قال: فلما فرغت من طوافي اقبلت اليه فقال لي: متى حدثت فيكم هذه النبية وذكر رؤيا عاتكة ثم قال: ما رضيتم ان تتنبا رجالكم حتى تتنبا نساؤكم! فسنتربص بكم هذه الثلاث فان يكن حقًا والا كتبنا عليكم انكم اكذب اهل بيت في العرب.
قال العباس: فما كان مني اليه الا اني جحدت ذلك وانكرته فلما امسيت اتاني نساء بني عبد المطلب وقلن لي: اقررتم لهذا الفاسق الخبيث ان يقع في رجالكم وقد تناول نساءكم ولم تنكر عليه ذلك! قال قلت: والله كان ذلك ولاتعرضن له فان عاد كفيتكموه.
قال: فغدوت اليوم الثالث من رؤيا عاتكة وانا مغضب احب ان ادركه فرايته في المسجد فمشيت نحوه اتعرض له ليعود فاوقع به فخرج نحو باب المسجد يشتد قال قلت: ما باله قاتله الله! اكل هذا فرقًا من ان اشاتمه! واذا هو قد سمع ما لم اسمع صوت ضمضم بن عمرو وهو يصرخ ببطن الوادي واقفًا على بعيره قد جدعه وحول رحله وشق قميصه وهو يقول: يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة! اموالكم مع ابي سفيان قد عرض له محمد واصحابه لا ادري ان تدركوها الغوث الغوث! فشغلني عنه وشغله عني.قال: فتجهز الناس سراعًا ولم يتخلف من اشرافهم احدٌ الا ابا لهب وبعث مكانه العاص بن هشام بن المغيرة وعزم امية بن خلف الجمحي على القعود فانه كان شيخًا ثقيلًا بطيئًا فاتاه عقبة بن ابي معيط بمجمرة فيها نار وما يتبخر به وقال: يا ابا علي استجمر فانما انت من النساء.
فقال: قبحك الله وقبح ما جئت به! وتجهز وخرج معهم.
وعزم عتبة بن ربيعة ايضًا على القعود فقال له اخوه شيبة: ان فارقنا قومنا كان ذلك سبة علينا فامض مع قومك فمشى معهم.
فلما اجمعوا على المسير ذكروا ما بينهم وبين بكر بن عبد مناة بن كنانة ابن الحارث فخافوا ان يؤتوا من خلفهم فجاءهم ابليس في صورة سراقة بن جعشم المدلجي وكان من اشراف كنانة وقال: انا جار لكم فاخرجوا سراعًا.
وكانوا تسعمائة وخمسين رجلًا وقيل: كانوا الف رجل وكانت خيلهم مائة فرس فنجا منها سبعون فرسًا وغنم المسلمون ثلاثين فرسًا وكان مع المشركين سبعمائة بعير.
وكان مسير رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لثلاث ليال خلون من شهر رمضان في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلًا وقيل اربعة عشر وقيل بضعة عشر رجلًا وقيل ثمانية عشر وقيل كانوا سبعة وسبعين من المهاجرين وقيل ثلاثة وثمانون والباقون من الانصار فقيل: جميع من ضرب له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسهم من المهاجرين ثلاثة وثمانون رجلًا ومن الاوس احد وسبعون رجلًا ومن الخزرج مائة وسبعون رجلًا ولم يكن فيهم غير فارسين احدهما المقداد بن عمرو الكندي ولا خلاف فيه والثاني قيل كان الزبير بن العوام وقيل كان مرثد بن ابي مرثد وقيل المقداد وحده وكانت الابل سبعين بعيرًا فكانوا يتعاقبون عليها البعير بين الرجلين والثلاثة والاربعة فكان بين النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعلي وزيرد بن حارثة بعير وبين ابي بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف بعير وعلى مثل هذا.
وكان فرس المقداد اسمه سبحة وفرس الزبير اسمه السيل وكان لواؤه مع مصعب بن عمير بن عبد الدار ورايته مع علي بن ابي طالب وعلى الساقة قيس بن ابي صعصعة الانصاري.
فلما كان قريبًا من الصفراء بعث بسبس بن عمرو وعدي بن بي الزغباء الجهنيين يتجسسان الاخبار عن ابي سفيان ثم ارتحل رسول الله صلى الله عيه وسلم وترك الصفراء يسارًا وعاد اليه بسبس بن عمرو ويخبره ان العير قد قاربت بدرًا ولم يكن عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمسلمين علم بمسير قريش لمنع عيرهم وكان قد بعث عليًا والزبير وسعدًا يلتمسون له الخبر ببدر فاصابوا راوية لقريش فيهم اسلم غلام بني الجحجاح وابو يسار غلام بني العاص.
فاتوا بهما النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو قائم يصلي فسالوهما فقالا: نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء فكره القوم خبرهما وضربوهما ليخبروهما عن ابي سفيان.
فقالا: نحن لابي سفيان فتركوهما.
وفرغ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الصلاة وقال: اذا صدقاكم ضربتموهما واذا كذباكم تركتموهما صدقا انهما لقريش اخبراني اين قريش قالا: هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كم القوم قالا: كثير.
قال: كم عدتهم قالا: لا ندري.
قال: كم ينحرفون قالا: يومًا تسعًا ويومًا عشرًا.
قال: القوم بين تسعمائة الى الالف.
ثم قال لهما: فمن فيهم من اشراف قريش قالا: عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد وابو البختري بن هشام وحكيم بن حزام والحارث بن عامر وطعيمة بن عدي والنضر بن الحارث وزمعة بن الاسود وابو جهل وامية بن خلف ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وسهيل بن عمرو وعمرو بن عبد ود.
فاقبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ على اصحابه وقال: هذه مكة قد القت اليكم افلاذ كبدها.
ثم استشار اصحابه فقال ابو بكر فاحسن ثم قال عمر فاحسن ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله امض لما امرك الله فنحن معك والله لا نقول كما قالت بنو اسرائيل لموسى: {فاذْهَبْ انْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا انّا هَهُنَا قَاعِدُونَ} [المائدة: 24]. ولكن اذهب انت وربك فقاتلا انا معكما مقاتلون فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى برك الغماد يعني مدينة الحبشة لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه.
فدعا لهم بخير ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشيروا علي ايها الناس وانما يريد الانصار لانهم كانوا عدد الناس وخاف ان لا تكون الانصار ترى عليها نصرته الا ممن دهمه بالمدينة وليس عيهم ان يسير بهم.
احمد بشير- عضو فضى
- عدد المساهمات : 246
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: غزوات وقعت في رمضان
فقال له سعد بن معاذ: لكانك تريدنا يا رسول الله قال: اجل.
قال: قد امنا بك وصدقناك واعطيناك عهودنا فامض يا رسول الله لما امرت فوالذي بعثك بالحق ان استعرضت بنا هذا البحر فخضته لنخوضنه معك وما نكره ان تكون تلقى العدو بنا غدًا انا لصبرٌ عند الحرب صدقٌ عند اللقاء لعل الله يريك منا ما تقر به عينك فسر بنا على بركة الله! فسار رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: ابشروا فان الله قد وعدني احدى الطائفتين والله لكاني انظر الى مصارع القوم.
ثم انحط على بدر فنزل قريبًا منها.
وكان ابو سفيان قد ساحل وترك بدرًا يسارًا ثم اسرع فنجا فلما راى انه قد احرز عيره ارسل الى قريش وهم بالجحفة: ان الله قد نجى عيركم واموالكم فارجعوا.
فقال ابو جهل بن هشام: والله لا نرجع حتى نرد بدرًا وكان بدر موسمًا من مواسم العرب تجتمع لهم بها سوق كل عام فنقيم بها ثلاثًا فننحر الجزر ونطعم الطعام ونسقي الخمر وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا ابدًا.
فقال الاخنس بن شريق الثقفي وكان حليفًا لبني زهرة وهم بالجحفة: يا بني زهرة قد نجى الله اموالكم وصاحبكم فارجعوا.
فرجعوا فلم يشهدها زهري ولا عدوي وشهدها سائر بطون قريش.
ولما كانت قريش بالجحفة راى جهيم بن الصلت بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف رؤيا فقال: اني رايت فيما يرى النائم رجلًا اقبل على فرس ومعه بعير له فقال: قتل عتبة وشيبة وابو جهل وغيرهم ممن قتل يومئذ ورايته ضرب لبة بعيرة ثم ارسله في العسكر فما بقي خباء الا اصابه من دمه.
فقال ابو جهل: وهذا ايضًا نبي من بني المطلب سيعلم غدًا من المقتول.
وكان بين طالب بن ابي طالب وهو في القوم وبين بعض قريش محاورةٌ فقالوا: والله قد عرفنا ان هواكم مع محمد.
فرجع طالب الى مكة فيمن رجع وقيل: انما كان خرج كرهًا فلم يوجد في الاسرى ولا في القتلى ولا فيمن رجع الى مكة وهو الذي يقول: يا ربّ امّا يغزونّ طالب في مقنب من هذه المقانب فيكن المسلوب غير السّالب وليكن المغلوب غير الغالب ومضت قريش حتى نزلت بالعدوة القصوى من الوادي وبعث الله السماء وكان الوادي دهسًا فاصاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واصحابه منه ما لبد لهم الارض ولم يمنعهم المسير واصاب قريشًا منه ما لم يقدروا على ان يرحلوا معه.
فخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبادرهم الى الماء حتى اذا جاء ادنى ماء من بدر نزله فقال الحباب بن المنذر بن الجموح: يا رسول الله! اهذا منزل انزلكه الله ليس لنا ان نتقدمه او نتاخره ام هو الراي والحرب والمكيدة قال: بل هو الراي والحرب والمكيدة.
قال: يا رسول الله فان هذا ليس لك بمنزل انهض بالناس حتى ناتي ادنى ماء سواه من القوم فننزله ثم نعور ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضًا ونملاه ماء فنشرب ماء ولا يشربون ثم نقاتلهم.
ففعل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك.
فلما نزل جاءه سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله نبني لك عريشًا من جريد فتكون فيه ونترك عندك ركائبك ثم نلقى عدونا فان اعزنا الله واظهرنا الله عليهم كان ذلك مما احببناه وان كانت الاخرى جلست على ركائبك فلحقت بما وراءنا من قومنا فقد تخلف عنك اقوام ما نحن باشد حبًا لك منهم ولو ظنوا انك تلقى حربًا ما تخلفوا عنك يمنعك الله بهم يناصحونك ويحاربون معك.
فاثنى عليه خيرًا ثم بني لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عريشٌ واقبلت قريش بخيلائها وفخرها فلما راها قال: اللهم هذه قريش قد اقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك! اللهم فنصرك الذي وعدتني! اللهم احنهم الغداة.
وراى عتبة بن ربيعة على جمل احمر فقال: ان يكن عند احد من القوم خيرٌ فعند صاحب الجمل الاحمر ان يطيعوه يرشدوا.
وكان خفاف بن ايماء بن رحضة الغفاري او ابوه ايماء بعث الى قريش حين مروا به ابنًا له بجزائر اهداها لهم وعرض عليهم المدد بالرجال والسلاح فقالت قريش: ان كنا انما نقاتل الناس فما بنا من ضعف وان كنا نقاتل الله كما زعم محمد فما لاحد بالله طاقة.
فلما نزلت قريش اقبل جماعةٌ منهم حكيم بن حزام حتى وردوا حوض النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتركوهم فما شرب منه رجل الا قتل يومئذٍ الا حكيم نجا على فرس له يقال له الوجيه واسلم بعد ذلك فحسن اسلامه وكان يقول اذا اجتهد في يمينه: لا والذي نجاني يوم بدر.
ولما اطمانت قريش بعثوا عمرو بن وهب الجمحي ليحزر المسلمين فجال بفرسه حولهم ثم عاد فقال: هم ثلاثمائة يزيدون قليلًا او ينقصون ولقد رايت الولايا تحمل المنايا نواضح يثرب تحمل الموت الناقع ليس لهم منعة الا سيوفهم والله لا يقتل رجل منهم الا يقتل رجلًا منكم فاذا اصابوا اعدادهم فما خير العيش بعد ذلك فروا رايكم.فلما سمع حكيم بن حزام ذلك مشى في القوم فاتى عتبة بن ربيعة فقال: يا ابا الوليد انك كبير قريش وسيدها هل لك ان لا تزال تذكر فيها بخير الى اخر الدهر قال: وما ذاك قال: ترجع بالناس وتحمل دم حليفك عمرو بن الحضرمي.
قال: قد فعلت علي دمه وما اصيب من ماله فات ابن الحنظلية يعني ابا جهل فلا اخشى ان يفسد امر الناس غيره.
فقام عتبة في الناس فقال: انكم ما تصنون بان تلقوا محمدًا واصحابه شيئًا والله لئن اصبتموهم لا يزال رجل ينظر في وجه رجل يكره النظر اليه قتل ابن عمه او ابن خاله او رجلًا من عشيرته.
قال حكيم بن حزام: فانطلقت الى ابي جهل فوجدته قد نثل درعًا وهو يهيئها فاعلمته ما قال عتبة فقال: انتفخ والله سحره حين راى محمدًا واصحابه والله لا نرجع حتى يحكم الله بيننا وبين محمد وما بعتبة ما قال ولكن راى ابنه ابا حذيفة فيهم وقد خافكم عليه.
ثم بعث الى عامر بن الحضرمي فقال له: هذا حليفك يريد ان يرجع الى مكة بالناس وقد رايت ثارك بعينك فانشد خفرتك ومقتل اخيك.
فقام عامر وصرخ: واعمراه واعمراه! فحميت الحرب واستوسق الناس على الشر.
فلما بلغ عتبة قول ابي جهل: انتفخ سحره قال: سيعلم المصفر استه من انتفخ سحره انا ام هو! ثم التمس بيضة يدخلها راسه فما وجد من عظم هامته فاعتجر ببرد له.وخرج الاسود بن عبد الاسد المخزومي وكان سيئ الخلق فقال: اعاهد الله لاشربن من حوضهم ولاهدمنه او لاموتن دونه.
فخرج اليه حمزة فضربه فاطن قدمه بنصف ساقه فوقع على الارض ثم حبا الى الحوض فاقتحم فيه ليبر يمينه وتبعه حمزة فضربه حتى قتله في الحوض
احمد بشير- عضو فضى
- عدد المساهمات : 246
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: غزوات وقعت في رمضان
ثم خرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة ودعوا الى المبارزة فخرج اليهم عوف ومعوذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة كلهم من الانصار فقالوا: من انتم قالوا: من الانصار.
فقالوا: اكفاء كرام وما لنا بكم من حاجة ليخرج الينا اكفاؤنا من قومنا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قم يا حمزة قم يا عبيدة بن الحارث قم يا علي فقاموا ودنا بعضهم من بعض فبارز عبيدة بن الحارث بن المطلب وكان امير القوم عتبة وبارز حمزة شيبة وبارز علي الوليد فاما حمزة فلم يمهل شيبة ان قتله واما علي فلم يمهل الوليد ان قتله واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما قد اثبت صاحبه وكر حمزة وعي على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة الى اصحابه وقد قطعت رجله فلما اتوا به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: الست شهيدًا يا رسول الله قال: بلى.
قال: لو راني ابو طالب لعلم اننا احق منه بقوله: ونسلمه حتى نصرّع حوله ونذهل عن ابنائنا والحلائل ثم مات وتزاحف القوم ودنا بعضهم من بعض وابو جهل يقول: اللهم اقطعنا للرحم واتانا بما لم وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد امر اصحابه ان لا يحملوا حتى يامرهم وقال: ان اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل.
ونزل في الريش ومعه ابو بكر وهو يدعو ويقول: اللهم ان تهلك هذه العصابة من اهل الاسلام لا تعبد في الارض اللهم انجز لي ما وعدتني.
ولم يزل حتى سقط رداؤه فوضعه عليه ابو بكر ثم قال له: كفاك مناشدتك ربك فانه سينجز لك ما وعدك.
واغفى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العريش افاءة وانتبه ثم قال: يا ابا بكر اتاك نصر الله هذا جبرائيل اخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع وانزل الله: {اذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} الاية [الانفال: 9].
وخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45]. وحرض المسلمين وقال: والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر الا ادخله الله الجنة.
فقال عمير بن الحمام الانصاري وبيده تمرات ياكلهن: بخ بخ! ما بيني وبين ان ادخل الجنة الا ان يقتلني هؤلاء! ثم القى التمرات من يده وقاتل حتى قتل.
ورمي مهجعٌ مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل فكان اول قتيل.
ثم رمي حارثة بن سراقة الانصاري فقتل وقاتل عوف بن عفراء حتى قتل واقتتل الناس قتالًا شديدًا.
فاخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حفنة من التراب ورمى بها قريشًا وقال: شاهت الوجوه.
وقال لاصحابه: ولما كان رسول الله صلى الله عيه وسلم في العريش وسعد بن معاذ قائم على باب العريش متوشحًا بالسيف في نفر من الانصار يحرسون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخافون عليه كرة العدو فراى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس من الاسر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكانك تكره ذلك يا سعد قال: اجل يا رسول الله اول وقعة اوقعها الله بالمشركين كان الاثخان احب الي من استبقاء الرجال.
وكان اول من لقي ابا جهل معاذ بن عمرو بن الجموح وقريش محيطة به يقولون لا يخلص الى ابي الحكم قال معاذ: فجعلته من شاني فلما امكنني حملت عليه فضربته ضربة اطنت قدمه بنصف ساقه وضربني ابنه عكرمة فطرح يدي من عاتقي فتعلقت بجلدة من جثتي فقاتلت عامة يومي واني لاسحبها خلفي فلما اذتني جعلت عليها رجلي ثم تمطيت حتى طرحتها.
وعاش معاذ الى زمان عثمان ـ رضي الله عنه ـ.
ثم مر بابي جهل معوذ بن عفراء فضربه حتى اثبته وتركه وبه رمق ثم مر به ابن مسعود وقد امر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ان يلتمس في القتلى فوجده باخر رمق قال: فوضعت رجلي على عنقه ثم قلت: هل اخزاك الله يا عدو الله قال: وبماذا اخزاني اعمد من رجل قتلتموه اخبرني لمن الدائرة قلت: لله ولرسوله.
فقال له ابو جهل: لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقىً صعبًا! قال: فقلت: اني قاتلك.
قال: ما انت باول عبد قتل سيده اما ان اشد شيء لقيته اليوم قتلك اياي والا قتلني رجل من المطيبين الاحلاف.
فضربه عبد الله فوقع راسه بين رجليه فحمله الى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسجد شكرًا لله.
وكان عبد الرحمن بن عوف قد غنم ادراعًا فمر بامية بن خلف وابنه علي فقالا له: نحن خير لك من هذه الادراع.
فطرح الادراع واخذ بيده وبيد ابنه ومشى بهما فقال له امية: من الرجل المعلم بريشة نعامة في صدره قال: حمزة بن عبد المطلب.
قال امية: هو الذي فعل بنا الافاعيل.
وراى بلال امية وكان يعذبه بمكة فيخرج به الى رمضاء مكة فيضجعه على ظهره ثم يامر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ويقول: لا تزال هكذا حتى تفارق دين محمد فيقول بلال: احد احد فلما راه بلال قال: امية! راس الكفر! لا نجوت ان نجا! ثم صرخ: يا انصار الله راس الكفر راس الكفر امية بن خلف لا نجوت ان نجا! فاحاط بهم المسلمون وقتل امية وابنه علي وكان عبد الرحمن يقول: رحم الله بلالًا ذهبت ادراعي وفجعني باسيري.
وقتل حنظلة بن ابي سفيان بن حرب قتله علي بن ابي طالب.
ولما انهزم المشركون امر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ان لا يقتل ابو البختري بن هشام لانه كان اكف القوم عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو بمكة وكان ممن اهتم في نقض الصحيفة فلقيه المجذر بن ذياد البلوي حليف الانصار ومعه زميل له فقال له: ان رسول الله قد نهى عن قتلك.
فقال: وزميلي فقال المجذر: لا والله.
قال: اذًا والله لاموتن انا وهو لا تتحدث نساء قريش اني تركت زميلي حرصًا على الحياة.
فقتله ثم اخبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخبره.
وجيء بالعباء اسره ابو اليسر وكان مجموعًا وكان العباس جسيمًا فقيل لابي اليسر: كيف اسرته قال: اعانني عليه رجلٌ ما رايته قبل ذلك بهيئة كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد اعانك عليه ملكٌ كريم.
ولما امسى العباس ماسورًا بات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ساهرًا اول ليله فقال له اصحابه: يا رسول الله ما لك لا تنام فقال: سمعت تضور العباس في وثاقه فمنع مني النوم.
فقاموا اليه فاطلقوه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لاصحابه يومئذ: قد عرفت رجالًا من بني هاشم وغيرهم اخرجوا كرهًا فمن لقي منكم احدًا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله فانه اخرج كرهًا.
فقال ابو حذيفة بن عتبة بن ربيعة: انقتل ابناءنا واباءنا واخواننا ونترك العباس والله لئن لقيته لالحمنه بالسيف.
فبلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال لعمر: يا ابا حفص اما تسمع قول ابي حذيفة ايضرب وجه عم رسول الله بالسيف فقال ابو حذيفة: لا ازال خائفًا من تلك الكلمة ولا يكفرها عني الا الشهادة.
فقتل يوم اليمامة شهيدًا.
وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لاصحابه: قد رايت جبرائيل وعلى ثناياه النقع.
فقال رجع من بني غفار: اقبلت انا وابن عم لي فصعدنا جبلًا يشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننظر لمن تكون الدائرة فننتهب فدنت منا سحابةٌ فسمعت فيها حمحمة الخيل وسمعت قائلًا يقول: اقدم حيزوم قال: فاما ابن عمي فمات مكانه واما انا فكدت اهلك فتماسكت.
وقال ابو داود المازني: اني لاتبع رجلًا من المشركين لاضربه اذ وقع راسه قبل ان يصل سيفي اليه فعرفت انه قتله غيري.
وقال سهل بن حنيف: كان احدنا يشير بسيفه الى المشرك فيقع راسه عن جسده قبل ان يصل اليه السيف.
فلما هزم الله المشركين وقتل منهم من قتل واسر من اسر امر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ان تطرح القتلى في القليب فطرحوا فيه الا امية بن خلف فانه انتفخ فيدرعه فملاها فذهبوا به ليخرجوه فتقطع وطرحوا عليه من التراب والحجارة ما غيبه ولما القوا في القليب وقف عليهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: يا اهل القليب بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم! كذبتموني وصدقني الناس! ثم قال: يا عتبة يا شيبة يا امية بن خلف يا ابا جهل بن هشام وعدد من كان في القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا فاني وجدت ما وعدني ربي حقًا.
فقال له اصحابه: اتكلم قومًا موتى فقال: ما انتم باسمع لما اقول منهم ولكنهم لا يستطيعون ان يجيبوني.
ولما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لاهل القليب ما قال راى في وجه ابي حيفة بن عتبة الكراهية وقد تغير فقال: لعلك قد دخلك من شان ابيك شيء قال: لا والله يا رسول الله ما شككت في ابي وفي مصرعه ولكنه كان له عقل وحلم وفضل فكنت ارجو له الاسلام فلما رايت ما مات عليه من الكفر احزنني ذلك فدعا له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخير.
فقالوا: اكفاء كرام وما لنا بكم من حاجة ليخرج الينا اكفاؤنا من قومنا.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: قم يا حمزة قم يا عبيدة بن الحارث قم يا علي فقاموا ودنا بعضهم من بعض فبارز عبيدة بن الحارث بن المطلب وكان امير القوم عتبة وبارز حمزة شيبة وبارز علي الوليد فاما حمزة فلم يمهل شيبة ان قتله واما علي فلم يمهل الوليد ان قتله واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما قد اثبت صاحبه وكر حمزة وعي على عتبة فقتلاه واحتملا عبيدة الى اصحابه وقد قطعت رجله فلما اتوا به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: الست شهيدًا يا رسول الله قال: بلى.
قال: لو راني ابو طالب لعلم اننا احق منه بقوله: ونسلمه حتى نصرّع حوله ونذهل عن ابنائنا والحلائل ثم مات وتزاحف القوم ودنا بعضهم من بعض وابو جهل يقول: اللهم اقطعنا للرحم واتانا بما لم وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد امر اصحابه ان لا يحملوا حتى يامرهم وقال: ان اكتنفكم القوم فانضحوهم عنكم بالنبل.
ونزل في الريش ومعه ابو بكر وهو يدعو ويقول: اللهم ان تهلك هذه العصابة من اهل الاسلام لا تعبد في الارض اللهم انجز لي ما وعدتني.
ولم يزل حتى سقط رداؤه فوضعه عليه ابو بكر ثم قال له: كفاك مناشدتك ربك فانه سينجز لك ما وعدك.
واغفى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العريش افاءة وانتبه ثم قال: يا ابا بكر اتاك نصر الله هذا جبرائيل اخذ بعنان فرسه يقوده على ثناياه النقع وانزل الله: {اذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} الاية [الانفال: 9].
وخرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يقول: {سَيُهْزَمُ الجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45]. وحرض المسلمين وقال: والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرًا محتسبًا مقبلًا غير مدبر الا ادخله الله الجنة.
فقال عمير بن الحمام الانصاري وبيده تمرات ياكلهن: بخ بخ! ما بيني وبين ان ادخل الجنة الا ان يقتلني هؤلاء! ثم القى التمرات من يده وقاتل حتى قتل.
ورمي مهجعٌ مولى عمر بن الخطاب بسهم فقتل فكان اول قتيل.
ثم رمي حارثة بن سراقة الانصاري فقتل وقاتل عوف بن عفراء حتى قتل واقتتل الناس قتالًا شديدًا.
فاخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حفنة من التراب ورمى بها قريشًا وقال: شاهت الوجوه.
وقال لاصحابه: ولما كان رسول الله صلى الله عيه وسلم في العريش وسعد بن معاذ قائم على باب العريش متوشحًا بالسيف في نفر من الانصار يحرسون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخافون عليه كرة العدو فراى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في وجه سعد بن معاذ الكراهية لما يصنع الناس من الاسر فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكانك تكره ذلك يا سعد قال: اجل يا رسول الله اول وقعة اوقعها الله بالمشركين كان الاثخان احب الي من استبقاء الرجال.
وكان اول من لقي ابا جهل معاذ بن عمرو بن الجموح وقريش محيطة به يقولون لا يخلص الى ابي الحكم قال معاذ: فجعلته من شاني فلما امكنني حملت عليه فضربته ضربة اطنت قدمه بنصف ساقه وضربني ابنه عكرمة فطرح يدي من عاتقي فتعلقت بجلدة من جثتي فقاتلت عامة يومي واني لاسحبها خلفي فلما اذتني جعلت عليها رجلي ثم تمطيت حتى طرحتها.
وعاش معاذ الى زمان عثمان ـ رضي الله عنه ـ.
ثم مر بابي جهل معوذ بن عفراء فضربه حتى اثبته وتركه وبه رمق ثم مر به ابن مسعود وقد امر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ان يلتمس في القتلى فوجده باخر رمق قال: فوضعت رجلي على عنقه ثم قلت: هل اخزاك الله يا عدو الله قال: وبماذا اخزاني اعمد من رجل قتلتموه اخبرني لمن الدائرة قلت: لله ولرسوله.
فقال له ابو جهل: لقد ارتقيت يا رويعي الغنم مرتقىً صعبًا! قال: فقلت: اني قاتلك.
قال: ما انت باول عبد قتل سيده اما ان اشد شيء لقيته اليوم قتلك اياي والا قتلني رجل من المطيبين الاحلاف.
فضربه عبد الله فوقع راسه بين رجليه فحمله الى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسجد شكرًا لله.
وكان عبد الرحمن بن عوف قد غنم ادراعًا فمر بامية بن خلف وابنه علي فقالا له: نحن خير لك من هذه الادراع.
فطرح الادراع واخذ بيده وبيد ابنه ومشى بهما فقال له امية: من الرجل المعلم بريشة نعامة في صدره قال: حمزة بن عبد المطلب.
قال امية: هو الذي فعل بنا الافاعيل.
وراى بلال امية وكان يعذبه بمكة فيخرج به الى رمضاء مكة فيضجعه على ظهره ثم يامر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ويقول: لا تزال هكذا حتى تفارق دين محمد فيقول بلال: احد احد فلما راه بلال قال: امية! راس الكفر! لا نجوت ان نجا! ثم صرخ: يا انصار الله راس الكفر راس الكفر امية بن خلف لا نجوت ان نجا! فاحاط بهم المسلمون وقتل امية وابنه علي وكان عبد الرحمن يقول: رحم الله بلالًا ذهبت ادراعي وفجعني باسيري.
وقتل حنظلة بن ابي سفيان بن حرب قتله علي بن ابي طالب.
ولما انهزم المشركون امر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ان لا يقتل ابو البختري بن هشام لانه كان اكف القوم عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو بمكة وكان ممن اهتم في نقض الصحيفة فلقيه المجذر بن ذياد البلوي حليف الانصار ومعه زميل له فقال له: ان رسول الله قد نهى عن قتلك.
فقال: وزميلي فقال المجذر: لا والله.
قال: اذًا والله لاموتن انا وهو لا تتحدث نساء قريش اني تركت زميلي حرصًا على الحياة.
فقتله ثم اخبر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخبره.
وجيء بالعباء اسره ابو اليسر وكان مجموعًا وكان العباس جسيمًا فقيل لابي اليسر: كيف اسرته قال: اعانني عليه رجلٌ ما رايته قبل ذلك بهيئة كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد اعانك عليه ملكٌ كريم.
ولما امسى العباس ماسورًا بات رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ساهرًا اول ليله فقال له اصحابه: يا رسول الله ما لك لا تنام فقال: سمعت تضور العباس في وثاقه فمنع مني النوم.
فقاموا اليه فاطلقوه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لاصحابه يومئذ: قد عرفت رجالًا من بني هاشم وغيرهم اخرجوا كرهًا فمن لقي منكم احدًا من بني هاشم فلا يقتله ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله فانه اخرج كرهًا.
فقال ابو حذيفة بن عتبة بن ربيعة: انقتل ابناءنا واباءنا واخواننا ونترك العباس والله لئن لقيته لالحمنه بالسيف.
فبلغ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال لعمر: يا ابا حفص اما تسمع قول ابي حذيفة ايضرب وجه عم رسول الله بالسيف فقال ابو حذيفة: لا ازال خائفًا من تلك الكلمة ولا يكفرها عني الا الشهادة.
فقتل يوم اليمامة شهيدًا.
وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لاصحابه: قد رايت جبرائيل وعلى ثناياه النقع.
فقال رجع من بني غفار: اقبلت انا وابن عم لي فصعدنا جبلًا يشرف بنا على بدر ونحن مشركان ننظر لمن تكون الدائرة فننتهب فدنت منا سحابةٌ فسمعت فيها حمحمة الخيل وسمعت قائلًا يقول: اقدم حيزوم قال: فاما ابن عمي فمات مكانه واما انا فكدت اهلك فتماسكت.
وقال ابو داود المازني: اني لاتبع رجلًا من المشركين لاضربه اذ وقع راسه قبل ان يصل سيفي اليه فعرفت انه قتله غيري.
وقال سهل بن حنيف: كان احدنا يشير بسيفه الى المشرك فيقع راسه عن جسده قبل ان يصل اليه السيف.
فلما هزم الله المشركين وقتل منهم من قتل واسر من اسر امر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ان تطرح القتلى في القليب فطرحوا فيه الا امية بن خلف فانه انتفخ فيدرعه فملاها فذهبوا به ليخرجوه فتقطع وطرحوا عليه من التراب والحجارة ما غيبه ولما القوا في القليب وقف عليهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: يا اهل القليب بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم! كذبتموني وصدقني الناس! ثم قال: يا عتبة يا شيبة يا امية بن خلف يا ابا جهل بن هشام وعدد من كان في القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقًا فاني وجدت ما وعدني ربي حقًا.
فقال له اصحابه: اتكلم قومًا موتى فقال: ما انتم باسمع لما اقول منهم ولكنهم لا يستطيعون ان يجيبوني.
ولما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لاهل القليب ما قال راى في وجه ابي حيفة بن عتبة الكراهية وقد تغير فقال: لعلك قد دخلك من شان ابيك شيء قال: لا والله يا رسول الله ما شككت في ابي وفي مصرعه ولكنه كان له عقل وحلم وفضل فكنت ارجو له الاسلام فلما رايت ما مات عليه من الكفر احزنني ذلك فدعا له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بخير.
احمد بشير- عضو فضى
- عدد المساهمات : 246
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
رد: غزوات وقعت في رمضان
ثم ان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ امر فجمع ما في العسكر فاختلف المسلمون فقال من جمعه: هو لنا.
وقال الذين كانوا يقاتلون العدو: والله لولا نحن ما اصبتموه نحن شغلنا القوم عنكم حتى اصبتم ما اصبتم.
وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في العريش: والله ما انتم باحق به منا لقد راينا ان ناخذ المتاع حين لم يكن له من يمنعه ولكن خفنا كرة العدو على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقمنا دونه.
فنزع الله الانفال من ايديهم وجعلها الى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبسمها بين المسلمين على سواء.
وبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبد الله بن رواحة بشيرًا الى اهل العالية وزيد بن حارثة بشيرًا الى اهل السافلة من المدينة فوصل زيد وقد سووا التراب على رقية بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت زوجة عثمان بن عفان خلفه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليها وقسم له.
فلما عاد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقيه الناس يهنئونه بما فتح الله عليه فقال سلمة بن سلامة بن وقش الانصاري: ان لقينا الا عجائز صلعًا كالبدن المعقلة فنحرناها.
فتبسم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: يا بن اخي اولئك الملا من قريش.
وكان في الاسرى النضر بن الحارث وعقبة بن ابي معيط فامر علي بن ابي طالب بقتل النضر فقتله بالصفراء وامر عاصم بن ثابت بقتل عقبة بن ابي معيط فلما ارادوا قتله جزع من القتل وقال: ما لي اسوة بهؤلاء يعني الاسرى ثم قال: يا محمد من للصبية قال: النار فقتله بعرق الظبية صبرًا.
وكان في الاسرى سهيل بن عمرو اسره مالك بن الدخشم الانصاري فلما اتي به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال عمر بن الخطاب: دعني انزع ثنيتيه يا رسول الله فلا يقوم عليك خطيبًا ابدًا وكان سهيل اعلم الشفة السفلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه يا عمر فسيقوم مقامًا تحمده عليه فكان مقامه ذلك عند موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسنذكره عند خبر الردة ان شاء الله.
ولما قدم به المدينة قالت له سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: اعطيتم بايديكم كما تفعل النساء الا متم كرامًا! فسمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قولها فقال لها: يا سودة اعلى الله وعلى رسوله! فقال: يا رسول الله ما ملكت نفسي حين رايته ان قلت ما قلت.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالاسرى خيرًا.
وكان احدهم يؤثر اسيره بطعامه.
فكان اول من قدم مكة بمصاب قريش الحيسمان بن عبد الله الخزاعي فقالوا: ما وراءك قال: قتل عتبة وشيبة وابو الحكم ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وعدد اشراف قريش.
فقال صفوان بن امية: والله ان يعقل فاسالوه عني.
فقالوا: ما فعل صفوان قال: هو ذاك جالس في الحجر وقد رايت اباه واخاه حين قتلا.
ومات ابو لهب بمكة بعد وصول خبر مقتل قريش بتسعة ايام وناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا: لا تفعلوا فيشمت محمد واصحابه ولا تبعثوا في فداء اسراكم لا يشتط عليكم محمد.
وكان الاسود بن عبد يغوث قد اصيب له ثلاثة من ولده: زمعة وعقيل والحارث وكان يحب ان يبكي على بنيه فبينما هو كذلك اذ سمع نائحة فقال لغلامه وقد ذهب بصره: انظر هل احل البكاء لعلي ابكي على زمعة فان جوفي قد احترق.
فرجع اليه وقال له: انما هي امراة تبكي على بعير لها اضلته فقال: اتبكي ان يضلّ لها بعيرٌ ويمنعها من النّوم السّهود ولا تبكي على بكرٍ ولكن على بدرٍ تقاصرت الجدود على بدرٍ بني هصيصٍ ومخزومٍ ورهط ابي الوليد وبكّي ان بكيت على عقيلٍ وبكّي حارثًا اسد الاسود وبكّيهم ولا تسمي جميعًا فما لابي حكيمة من نديد الا قد ساد بعدههم اناسٌ ولولا يوم بدرٍ لم يسودوا يعني ابا سفيان.
ثم ان قريشًا ارسلت في فداء الاسرى فاول من فدي ابو وداعة السهمي فداه ابنه المطلب وفدى العباس نفسه وعقيل بن ابي طالب ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وحليفه عتبة بن عمرو بن جحدم امره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك فقال: لا مال لي.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اين المال الذي وضعته عند ام الفضل وقلت لها ان اصبت فللفضل كذا ولعبد الله كذا ولعبيد الله كذا قال: والذي بعثك بالحق ما علم به احد غيري وغيرها واني لاعلم انك رسول الله! وفدى نفسه وابني اخويه وحليفه وكان قد اخذ مع العباس عشرون اوقية من ذهب فقال: احسبها في فدائي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ذاك شيء اعطاناه الله عز وجل.
وكان في الاساري عمرو بن ابي سفيان اسره علي فقيل لابيه: افد عمرًا.
فقال: لا اجمع علي دمي ومالي يقتل ابني حنظلة وافدي عمرًا! فتركه ولم يفكه.
ثم ان سعد بن النعمان الانصاري خرج الى مكة معتمرًا فاخذه ابو سفيان وكانت قريش لا تعرض لحاج ولا معتمر.
فحبسه ابو سفيان ليفدي به عمرًا ابنه وقال: ارهط ابن اكّالٍ اجيبوا دعاءه تعاقدتم لا تسلموا السيّد الكهلا فانّ بني عمروٍ لئامٌ اذلّةٌ لئن لم يفكّوا عن اسيرهم الكبلا فمشى بنو عمرو بن عوف الى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فطلبوا منه عمرو بن ابي سفيان ففادوا به سعدًا.وكان في الاساري ابو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس زوج زينب بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان من اكثر رجال مكة مالًا وامانة وتجارة وكانت امة هالة بنت خويلد اخت خديجة زوجة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسالته ان يزوجه زينب ففعل قبل ان يوحى اليه فلما اوحي اليه امنت به زينب وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مغلوبًا بمكة لم يقدر ان يفرق بينهما فلما خرجت قريش الى بدر خرج معهم فاسر فلما بعثت قريش في فداء الاسارى بعثت زينب في فداء ابي العاص زوجها بقلادة لها كانت خديجة ادخلتها معها فلما راها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رق لها رقة شديدة وقال: ان رايتم ان تطلقوا لها اسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا.
فاطلقوا لها اسيرها وردوا القلادة.
واخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليه ان يرسل زينب اليه بالمدينة وسار الى مكة وارسل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ زيد بن حارثة مولاه ورجلًا من الانصار ليصحبا زينب من مكة فلما قدم ابو العاص امرها باللحاق بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتجهزت سرًا واركبها كنانة بن الربيع اخو ابي العاص بعيرًا واخذ قوسه وخرج بها نهارًا.
فسمعت بها قريش فخرجوا في طلبها فلحقوها بذي طوىً وكانت حاملًا فطرحت حملها لما رجعت لخوفها ونثر كنانة اسهمه ثم قال: والله لا يدنو مني احد الا وضعت فيه سهمًا! فاتاه ابو سفيان بن حرب وقال: خرجت بها علانيةً فيظن الناس ان ذلك عن ذل وضعف منا ولعمر ما لنا في حبسها حاجة فارجع بالمراة ليتحدث الناس انا رددناها.
ثم اخرجها ليلًا وسلمها الى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاقامت عنده.
فلما كان قبيل الفتح خرج ابو العاص تاجرًا الى الشام بامواله واموال رجال من قريش فلما عاد لقيته سرية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاخذوا ما معه وهرب منهم فلما كان الليل اتى المدينة فدخل على زينب فلما كان الصبح خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الى الصلاة فكبر وكبر الناس فنادت زينب من صفة النساء: ايها الناس اني قد اجرت ابا العاص.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما علمت بشيء من ذلك وانه ليجير على المسلمين ادناهم.
وقال لزينب: لا يخلص اليك فلا يحل لك.
وقال للسرية الذين اصابوه: ان رايتم ان تردوا عليه الذي له فانا نحب ذلك وان ابيتم فهو فيء الله الذي افاءه عليكم وانتم احق به.
قالوا: يا رسول الله بل نرده عليه.
فردوا عليه ماله كله حتى الشظاظ ثم عاد الى مكة فرد على الناس مالهم وقال لهم: اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدًا رسول الله والله ما منعني من الاسلام عنده الا تخوف ان تظنوا اني انما اردت اكل اموالكم.
ثم خرج فقدم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرد عليه اهله بالنكاح الاول وقيل بنكاح جديد.وجلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن امية بعد بدر وكان شيطانًا ممن كان يؤذي النبي واصحابه وكان ابن وهب في الاساري فقال صفوان: لا خير في العيش بعد من اصيب ببدر.
فقال عمير: صدقت ولولا دين علي وعيال اخشى ضيعتهم لركب الى محمد حتى اقتله.
فقال صفوان: دينك علي وعيالك مع عيالي اسوتهم.
فسار الى المدينة فقدمها فامر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عمر بن الخطاب بادخاله عليه فاخذ عمر بحمالة سيفة وقال لرجال معه من الانصار: ادخلوا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحذروا هذا الخبيث.
فلما راه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لعمر: اتركه ثم قال: ادن يا عمير ما جاء بك قال: جئت لهذا الاسير.
قال: اصدقني.
قال: ما جئت الا لذلك.
قال: بل قعدت انت وصفوان وجرى بينكما كذا وكذا.
فقال عمير: اشهد انك رسول الله هذا الامر لم يحضره الا انا وصفوان فالحمد لله الذي هداني للاسلام.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقهوا اخاكم في دينه وعلموه القران واطلقوا له اسيره ففعلوا.
فقال: يا رسول الله كنت شديد الاذى للمسلمين فاحب ان تاذن لي فاقدم مكة فادعو الى الله واوذي الكفار في دينهم كما كنت اوذي اصحابك.
فاذن له فكان صفوان يقول: ابشروا الان بوقعة تاتيكم تنسيكم وقعة بدر.
فلما قدم عمير مكة اقام بها يدعو الى الله فاسلم معه ناس كثير وكان يؤذي من خالفه.وقدم مكرز بن حفص بن الاخيف في فداء سهيل بن عمرو وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشاور ابا بكر وعمر وعليًا في الاساري فاشار ابو بكر بالفداء واشار عمر بالقتل فمال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الى الفداء فانزل الله تعالى: {مَا كَانَ لنَبِيٍ انْ يَكُونَ لَهُ اسْرَى حَتّى يُثْخِنَ في الارْضِ} [ الانفال: 67]. الى قوله: {لَمَسَّكُمْ فِيمَا اخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الانفال: 67 : 68]. وكان الاسرى سبعين فقتل من المسلمون عقوبة بالمفاداة يوم احد سبعون وكسرت رباعية رسول الله وهشمت البيضة على راسه وسال الدم على وجهه وانهزم اصحابه فانزل الله تعالى: {اوَ لَمَّا اصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ اصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} [ال عمران: 165].
وكان جميع من قتل من المسلمين ببدر اربعة عشر رجلًا ستة من المهاجرين وثمانية من الانصار.
ورد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جماعةً استصغرهم منهم: عبد الله بن عمر ورافع بن خديج والبراء ابن عازب وزيد بن ثابت واسيد بن حضير.
وضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لثمانية نفر بسهم في الانفال لم يحضروا الوقعة منهم: عثمان بن عفان كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلفه على زوجته رقية بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمرضها وطلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد كان ارسلهما يتجسسان خبر العير وابو لبابة خلفه على المدينة وعاصم بن عدي خلفه على العالية والحارث بن حاطب رده الى بني عمرو بن عوف لشيء بلغه عنهم والحارث بن الصمة كسر بالروحاء وخوات بن جبير كسر في بدر اسفل سيفه ذي الفقار وكان لمنبه بن الحجاج وقيل كان للعاص ابن منبه قتله علي صبرًا واخذ سيفه ذا الفقار فكان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوهبه لعلي.
رحضة بفتح الراء المهملة والحاء المهملة والضاد المعجمة.
والحبار بضم الحاء المهملة والباء الموحدة واسيد بن حضير بضم الهمزة والضاد المعجمة.
وخديج بفتح الخاء المعجمة وكسر الدار المهملة.
وقال الذين كانوا يقاتلون العدو: والله لولا نحن ما اصبتموه نحن شغلنا القوم عنكم حتى اصبتم ما اصبتم.
وقال الذين كانوا يحرسون رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في العريش: والله ما انتم باحق به منا لقد راينا ان ناخذ المتاع حين لم يكن له من يمنعه ولكن خفنا كرة العدو على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقمنا دونه.
فنزع الله الانفال من ايديهم وجعلها الى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فبسمها بين المسلمين على سواء.
وبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عبد الله بن رواحة بشيرًا الى اهل العالية وزيد بن حارثة بشيرًا الى اهل السافلة من المدينة فوصل زيد وقد سووا التراب على رقية بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت زوجة عثمان بن عفان خلفه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليها وقسم له.
فلما عاد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقيه الناس يهنئونه بما فتح الله عليه فقال سلمة بن سلامة بن وقش الانصاري: ان لقينا الا عجائز صلعًا كالبدن المعقلة فنحرناها.
فتبسم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقال: يا بن اخي اولئك الملا من قريش.
وكان في الاسرى النضر بن الحارث وعقبة بن ابي معيط فامر علي بن ابي طالب بقتل النضر فقتله بالصفراء وامر عاصم بن ثابت بقتل عقبة بن ابي معيط فلما ارادوا قتله جزع من القتل وقال: ما لي اسوة بهؤلاء يعني الاسرى ثم قال: يا محمد من للصبية قال: النار فقتله بعرق الظبية صبرًا.
وكان في الاسرى سهيل بن عمرو اسره مالك بن الدخشم الانصاري فلما اتي به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال عمر بن الخطاب: دعني انزع ثنيتيه يا رسول الله فلا يقوم عليك خطيبًا ابدًا وكان سهيل اعلم الشفة السفلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه يا عمر فسيقوم مقامًا تحمده عليه فكان مقامه ذلك عند موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسنذكره عند خبر الردة ان شاء الله.
ولما قدم به المدينة قالت له سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: اعطيتم بايديكم كما تفعل النساء الا متم كرامًا! فسمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قولها فقال لها: يا سودة اعلى الله وعلى رسوله! فقال: يا رسول الله ما ملكت نفسي حين رايته ان قلت ما قلت.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالاسرى خيرًا.
وكان احدهم يؤثر اسيره بطعامه.
فكان اول من قدم مكة بمصاب قريش الحيسمان بن عبد الله الخزاعي فقالوا: ما وراءك قال: قتل عتبة وشيبة وابو الحكم ونبيه ومنبه ابنا الحجاج وعدد اشراف قريش.
فقال صفوان بن امية: والله ان يعقل فاسالوه عني.
فقالوا: ما فعل صفوان قال: هو ذاك جالس في الحجر وقد رايت اباه واخاه حين قتلا.
ومات ابو لهب بمكة بعد وصول خبر مقتل قريش بتسعة ايام وناحت قريش على قتلاهم ثم قالوا: لا تفعلوا فيشمت محمد واصحابه ولا تبعثوا في فداء اسراكم لا يشتط عليكم محمد.
وكان الاسود بن عبد يغوث قد اصيب له ثلاثة من ولده: زمعة وعقيل والحارث وكان يحب ان يبكي على بنيه فبينما هو كذلك اذ سمع نائحة فقال لغلامه وقد ذهب بصره: انظر هل احل البكاء لعلي ابكي على زمعة فان جوفي قد احترق.
فرجع اليه وقال له: انما هي امراة تبكي على بعير لها اضلته فقال: اتبكي ان يضلّ لها بعيرٌ ويمنعها من النّوم السّهود ولا تبكي على بكرٍ ولكن على بدرٍ تقاصرت الجدود على بدرٍ بني هصيصٍ ومخزومٍ ورهط ابي الوليد وبكّي ان بكيت على عقيلٍ وبكّي حارثًا اسد الاسود وبكّيهم ولا تسمي جميعًا فما لابي حكيمة من نديد الا قد ساد بعدههم اناسٌ ولولا يوم بدرٍ لم يسودوا يعني ابا سفيان.
ثم ان قريشًا ارسلت في فداء الاسرى فاول من فدي ابو وداعة السهمي فداه ابنه المطلب وفدى العباس نفسه وعقيل بن ابي طالب ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب وحليفه عتبة بن عمرو بن جحدم امره رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذلك فقال: لا مال لي.
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اين المال الذي وضعته عند ام الفضل وقلت لها ان اصبت فللفضل كذا ولعبد الله كذا ولعبيد الله كذا قال: والذي بعثك بالحق ما علم به احد غيري وغيرها واني لاعلم انك رسول الله! وفدى نفسه وابني اخويه وحليفه وكان قد اخذ مع العباس عشرون اوقية من ذهب فقال: احسبها في فدائي.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ذاك شيء اعطاناه الله عز وجل.
وكان في الاساري عمرو بن ابي سفيان اسره علي فقيل لابيه: افد عمرًا.
فقال: لا اجمع علي دمي ومالي يقتل ابني حنظلة وافدي عمرًا! فتركه ولم يفكه.
ثم ان سعد بن النعمان الانصاري خرج الى مكة معتمرًا فاخذه ابو سفيان وكانت قريش لا تعرض لحاج ولا معتمر.
فحبسه ابو سفيان ليفدي به عمرًا ابنه وقال: ارهط ابن اكّالٍ اجيبوا دعاءه تعاقدتم لا تسلموا السيّد الكهلا فانّ بني عمروٍ لئامٌ اذلّةٌ لئن لم يفكّوا عن اسيرهم الكبلا فمشى بنو عمرو بن عوف الى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فطلبوا منه عمرو بن ابي سفيان ففادوا به سعدًا.وكان في الاساري ابو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس زوج زينب بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان من اكثر رجال مكة مالًا وامانة وتجارة وكانت امة هالة بنت خويلد اخت خديجة زوجة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسالته ان يزوجه زينب ففعل قبل ان يوحى اليه فلما اوحي اليه امنت به زينب وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مغلوبًا بمكة لم يقدر ان يفرق بينهما فلما خرجت قريش الى بدر خرج معهم فاسر فلما بعثت قريش في فداء الاسارى بعثت زينب في فداء ابي العاص زوجها بقلادة لها كانت خديجة ادخلتها معها فلما راها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رق لها رقة شديدة وقال: ان رايتم ان تطلقوا لها اسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا.
فاطلقوا لها اسيرها وردوا القلادة.
واخذ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليه ان يرسل زينب اليه بالمدينة وسار الى مكة وارسل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ زيد بن حارثة مولاه ورجلًا من الانصار ليصحبا زينب من مكة فلما قدم ابو العاص امرها باللحاق بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتجهزت سرًا واركبها كنانة بن الربيع اخو ابي العاص بعيرًا واخذ قوسه وخرج بها نهارًا.
فسمعت بها قريش فخرجوا في طلبها فلحقوها بذي طوىً وكانت حاملًا فطرحت حملها لما رجعت لخوفها ونثر كنانة اسهمه ثم قال: والله لا يدنو مني احد الا وضعت فيه سهمًا! فاتاه ابو سفيان بن حرب وقال: خرجت بها علانيةً فيظن الناس ان ذلك عن ذل وضعف منا ولعمر ما لنا في حبسها حاجة فارجع بالمراة ليتحدث الناس انا رددناها.
ثم اخرجها ليلًا وسلمها الى زيد بن حارثة وصاحبه فقدما بها على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاقامت عنده.
فلما كان قبيل الفتح خرج ابو العاص تاجرًا الى الشام بامواله واموال رجال من قريش فلما عاد لقيته سرية لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاخذوا ما معه وهرب منهم فلما كان الليل اتى المدينة فدخل على زينب فلما كان الصبح خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الى الصلاة فكبر وكبر الناس فنادت زينب من صفة النساء: ايها الناس اني قد اجرت ابا العاص.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما علمت بشيء من ذلك وانه ليجير على المسلمين ادناهم.
وقال لزينب: لا يخلص اليك فلا يحل لك.
وقال للسرية الذين اصابوه: ان رايتم ان تردوا عليه الذي له فانا نحب ذلك وان ابيتم فهو فيء الله الذي افاءه عليكم وانتم احق به.
قالوا: يا رسول الله بل نرده عليه.
فردوا عليه ماله كله حتى الشظاظ ثم عاد الى مكة فرد على الناس مالهم وقال لهم: اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدًا رسول الله والله ما منعني من الاسلام عنده الا تخوف ان تظنوا اني انما اردت اكل اموالكم.
ثم خرج فقدم على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرد عليه اهله بالنكاح الاول وقيل بنكاح جديد.وجلس عمير بن وهب الجمحي مع صفوان بن امية بعد بدر وكان شيطانًا ممن كان يؤذي النبي واصحابه وكان ابن وهب في الاساري فقال صفوان: لا خير في العيش بعد من اصيب ببدر.
فقال عمير: صدقت ولولا دين علي وعيال اخشى ضيعتهم لركب الى محمد حتى اقتله.
فقال صفوان: دينك علي وعيالك مع عيالي اسوتهم.
فسار الى المدينة فقدمها فامر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عمر بن الخطاب بادخاله عليه فاخذ عمر بحمالة سيفة وقال لرجال معه من الانصار: ادخلوا على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واحذروا هذا الخبيث.
فلما راه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال لعمر: اتركه ثم قال: ادن يا عمير ما جاء بك قال: جئت لهذا الاسير.
قال: اصدقني.
قال: ما جئت الا لذلك.
قال: بل قعدت انت وصفوان وجرى بينكما كذا وكذا.
فقال عمير: اشهد انك رسول الله هذا الامر لم يحضره الا انا وصفوان فالحمد لله الذي هداني للاسلام.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقهوا اخاكم في دينه وعلموه القران واطلقوا له اسيره ففعلوا.
فقال: يا رسول الله كنت شديد الاذى للمسلمين فاحب ان تاذن لي فاقدم مكة فادعو الى الله واوذي الكفار في دينهم كما كنت اوذي اصحابك.
فاذن له فكان صفوان يقول: ابشروا الان بوقعة تاتيكم تنسيكم وقعة بدر.
فلما قدم عمير مكة اقام بها يدعو الى الله فاسلم معه ناس كثير وكان يؤذي من خالفه.وقدم مكرز بن حفص بن الاخيف في فداء سهيل بن عمرو وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشاور ابا بكر وعمر وعليًا في الاساري فاشار ابو بكر بالفداء واشار عمر بالقتل فمال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الى الفداء فانزل الله تعالى: {مَا كَانَ لنَبِيٍ انْ يَكُونَ لَهُ اسْرَى حَتّى يُثْخِنَ في الارْضِ} [ الانفال: 67]. الى قوله: {لَمَسَّكُمْ فِيمَا اخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الانفال: 67 : 68]. وكان الاسرى سبعين فقتل من المسلمون عقوبة بالمفاداة يوم احد سبعون وكسرت رباعية رسول الله وهشمت البيضة على راسه وسال الدم على وجهه وانهزم اصحابه فانزل الله تعالى: {اوَ لَمَّا اصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ اصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا} [ال عمران: 165].
وكان جميع من قتل من المسلمين ببدر اربعة عشر رجلًا ستة من المهاجرين وثمانية من الانصار.
ورد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جماعةً استصغرهم منهم: عبد الله بن عمر ورافع بن خديج والبراء ابن عازب وزيد بن ثابت واسيد بن حضير.
وضرب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لثمانية نفر بسهم في الانفال لم يحضروا الوقعة منهم: عثمان بن عفان كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خلفه على زوجته رقية بنت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لمرضها وطلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد كان ارسلهما يتجسسان خبر العير وابو لبابة خلفه على المدينة وعاصم بن عدي خلفه على العالية والحارث بن حاطب رده الى بني عمرو بن عوف لشيء بلغه عنهم والحارث بن الصمة كسر بالروحاء وخوات بن جبير كسر في بدر اسفل سيفه ذي الفقار وكان لمنبه بن الحجاج وقيل كان للعاص ابن منبه قتله علي صبرًا واخذ سيفه ذا الفقار فكان للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فوهبه لعلي.
رحضة بفتح الراء المهملة والحاء المهملة والضاد المعجمة.
والحبار بضم الحاء المهملة والباء الموحدة واسيد بن حضير بضم الهمزة والضاد المعجمة.
وخديج بفتح الخاء المعجمة وكسر الدار المهملة.
احمد بشير- عضو فضى
- عدد المساهمات : 246
تاريخ التسجيل : 09/07/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى